من منا لم يكون صداقات خلال فترة الدراسة بجميع مراحلها وبعض هذه الصداقات قد تستمر إلى سنوات طويلة.
يقول خبراء التربية إن شخصياتنا تتشكل بشكل جوهري خلال فترة الطفولة وخصوصاً المراحل الأساسية وتلعب نوع الصداقات واختيارنا للأشخاص الذين نصادقهم دوراً كبيراً في الكثير من مراحل حياتنا. وهنا تكمن أهمية تشجيع الأطفال على تكوين صداقات ذات قيمة حقيقة تنعكس على شخصيتهم وتضيف البهجة لهم.
قد يعاني طفلك من صعوبة في تكوين صداقات سواء في المدرسة أو في الحي الذي تسكنه وقد يكون طفلك خجول لدرجة تمنعه من تكوين صداقات مع من يزوره من الأقارب.
سوف نناقش في هذا المقال بعض الخطوات والنصائح التي تساعدك في تحفيز طفلك في تقبل الآخرين وتكوين صداقات وتحسين قدرته على التواصل الاجتماعي.
الوالدين هم اول الأصدقاء:
عندما يشعر الطفل أن والديه يعاملانه من منظور الصداقة سيعزز ذلك لديه نظرته لمفهوم العلاقات الاجتماعية. لذا دائماً ما ينصح بأن يكون الأم أو الأب هو الصديق الأول في حياة الطفل مما يعزز ثقته بنفسه خصوصاً عندما يقوم الوالدين باستشارة الطفل في بعض الأمور والاهتمام برأيه بل والأخذ به في عين الاعتبار إذا ما كان على صواب.
البيئة الاجتماعية المحفزة:
عندما يمتلك الوالدين علاقات اجتماعية ممتدة ومليئة بالنشاطات والتواصل مع الأخرين سينشأ الطفل في ظل ظروف تجعله قادر على التواصل بشكل أكبر، لذلك دائما ما يدعوا خبراء التربية الى عدم الوقوع في فخ العزلة من قبل الوالدين مما قد ينعكس على قدرة الطفل على التواصل بشكل صحي.
إضافة الى ذلك تحفز البيئة الاجتماعية المليئة بالأطفال طفلك على زيادة الحدة التنافسية لديه وقدرته على تقبل الهزيمة والفرح بالنصر في التحديات الطفولية التي قد يخوضها مع أقرانه مما يزيد لديه حب التعرف على أشخاص جدد ليثبت ذاته بشكل مرضي.
ممارسة النشاطات الرياضية والموسيقية:
ما يميز هذه النشاطات أنها قائمة على روح الفريق خصوصا النشاطات الرياضية ضمن فريق أو النشاطات الموسيقية ضمن فرقة موسيقية. يمكنك تدارك ما فات طفلك من قدرات في تكوين علاقات اجتماعية وتكوين صداقات عن طريق جعله ينخرط في فريق كرة القدم في الحي أو مجموعة عزف موسيقي في المدرسة. في الغالب بعد فترة من التحاقه بأحد هذين النشاطين سيلاحظ الوالدين تغييراً حقيقا في قدرات الطفل على التواصل وزيادة واضحة في حديثه عن أسماء بعض أصدقائه وقد يبدأ بسرد بعض من تجاربه اليومية من خلال هذه النشاطات.
الأرواح جنود مجندة!
لا تجبر طفلك على التقرب من أطفال معينين أو دفعهم للتقرب إلى طفل بعينه لأن لكل شخص حتى وإن كان طفل نظرة خاصة به ورؤية لمن يريد أن يصادقهم. اترك له حرية اختيار أصدقائه بشكل عفوي ومن خلال التعرف عليهم عن قرب.اجعل اتخاذ القرار في الاستمرار بالصداقة أو تركها منوطاً به ولكن كن له العين الحارسة التي تتأكد من حسن سلوك أصدقائه وعدم تنمرهم سواء على طفلك أو على غيره من الأطفال.
قد يكون السر في المدرسة!
حاول فهم البيئة التي يعيشها طفلك في المدرسة والتي قد تكون عائق في قدرته على تكوين صداقات. لربما تعرض لموقف محرج من أحد أصدقائه مما دفعه للانعزال، او تعرضه للتنمر من قبل بعض الأصدقاء مما أدى الى خوفه من تكوين صداقات جديدة. لذلك لا بد من البحث مع المشرف التربوي في المدرسة ومراقبة الطفل للتأكد من عدم تعرضه لأي من المضايقات التي قد تؤدي إلى تفاقم عزلته وقدرته على التواصل الاجتماعي.